الأحد، 23 مايو 2010

طرفة أدبية لطيفة

(ويضاهي لفظة (يوشك) لفظتا (عسى) و (كاد) في جواز إيراد (أن) بعدهما وإلغائهما معهما، إلا أن المنطوق به في القرآن والمنقول عن فصحاء أولي البيان إيقاع أنْ بعد عسى وإلغاؤها بعد كاد.

والعلة فيه أن كاد وضعت لمقاربة الفعل ولهذا قالوا كاد النعام يطير؛ لوجود جزء من الطيران منه، وإن وضعت لتدل على تراخي الفعل ووقوعه في الزمان المستقبل.

فإذا وقعت بعد كاد نافت معناها الدال على اقتراب الفعل، وحصل في الكلام ضرب من التناقض. وليس كذلك عسى؛ لأنها وضعت للتوقع الذي يدل وضع أنْ على مثله. فوقوع أنْ بعدها يفيد تأكيد المعنى ويزيده فضل تحقيق وقوة.

وقد نطقت به العرب بعدة أمثال في كاد الغيت أن في جميعها.

فقالوا كاد العروس يكون ملكا، وكاد المتنقل يكون راكبا، وكاد الحريص يكون عبدا، وكاد النعام يكون طيرا، وكاد الفقر يكون كفرا، وكاد البيان يكون سحرا، وكاد البخيل يكون كلبا، وكاد السيئ الخلق يكون سبعا.

وفيما يروى من خزعبلات العرب أن امرأة من الجن قصدت لمحاجاة العرب، فكانت تقف على كل محجة وتحاجي من تلقاه فلا يثبت لمحاجاتها أحد، إلى أن تعرض لها أحد فتيان العرب فقال لها: حاجيتك. فقالت: قل! فقال لها: كاد. قالت: كاد العروس يكون ملكا، فقال لها: كاد. قالت: كاد المتنعل يكون راكبا، فقال لها: كاد. قالت: كاد النعام يكون طيرا، ثم أمسك.

فقالت له: حاجيتك. قال لها: قولي! قالت: عجبت، قال: عجبت للسبخة: كيف لا يجف ثراها، ولا ينبت مرعاها. فقالت: عجبت. قال: عجبت للحصى: كيف لا يكبر صغارها، ولا يهرم كبارها. قالت: عجبت. قال: عجبت لحفرة بين فخذيك: كيف لا يدرك قعرها، ولا يمل حفرها.

قال: فخجلت من جوابه، وتولت عنه، ولم تعد إلى ما كانت عليه.!!!)

من مشاركة الأخ العزيز: محمد وسيم خان المحمدي حفظه الله

هناك تعليق واحد:

  1. رائع، بارك الله فيكم،
    عندي : وادق غـادق مــادي ضـاحـك
    باكي كلمـا ضحـك مزنـه هطـل ،دايـر حايـر عــارض رايــح ناشي غاشي كاسـي افـق السمـا،مدهش مدهـش مرعـش منعـش،ادهـم مظلـم موجـف مـرجـف، كلمـا ازدجـر واندجـر وانفجـر
    ماه حط الحجر في جروف الجبـل

    والفياض اخصبت والرياض اعشبت
    والركايا ارجعت والمقـل اسفهـل

    ردحذف