الجمعة، 29 يونيو 2012

ألم في القلوب حول سماع الموسيقى في المساجد محاضرة للشيخ الدكتور عبد الرزاق البدر حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

­­­

الحمد لله رب العالمين و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله صلى الله وسلم عليه و على آله و أصحابه أجمعين. أما بعد فأبدأ درس اليوم بحديث عن ألم في قلوب كثير من المسلمين في المساجد بيوت الله تبارك و تعالى. في أمر يتكرر في كل صلاة بل في كل ركوع و سجود، في أذى عظيم للمسلمين، في صلاتهم و عبادتهم و إذهابا لخشوعهم و إقبالهم على ربهم تبارك و تعالى من أناس ربما بلغ الأمر بهم مبلغ اللامبالاة و عدم الاكتراث مع أن الأمر إي و الله جد خطير. الحديث أيها الإخوة عن أصوات الموسيقى التي أصبح سماعها في المساجد متكررا. بل لا تكاد تخلو صلاة أو ركوع أو سجود من سماع هذه الموسيقى، أبلغ الحال بنا أمة الإسلام أن تضرب هذه الموسيقى المنكرة السيئة في بيوت الله؟ أين حرمة المساجد؟ أين مكانتها في قلوبنا؟ أين مراعاتنا لحقوق إخواننا المصلين؟ أين تقوانا لله عز وجل؟ أين تعظيمنا لشعائر الله جل و علا إذا كانت حالنا بهذه الصفة في أمر متكرر مع أن كل من يحمل هاتف الجوال يستطيع كل مرة يدخل فيها المساجد أن يغلق جواله أو أن يجعله على الوضع الصامت لكن كثير من الناس أصبح لا يبالي و لا يكترث بهذا الأمر و أصبح المصلون و بشكل مستمر يسمعون الموسيقى و هم سجود و هم ركع وهم في صلاتهم و هم في دعائهم و هم في تسبيحهم بينما المسبح و الذاكر لله تبارك و تعالى، وإذا بهذا الصوت الصاخب و العالي يضرب هنا و هناك داخل المساجد. المساجد لها حرمة. -وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوب-. المصلون لهم احترام و لهم حق. إذا كان لا يجوز داخل المسجد أن ترفع صوتك بالقرآن على أخيك، أن ترفع صوتك بالقرآن على أخيك فكيف بهذه الأصوات السيئة المنكرة؟ فالأمر أيها الإخوة الكرام أمر في غاية الإيلام و أمر مؤسف للغاية و هذا يدل على ضعف الإيمان و نقص الدين و ضعف الاحترام لبيوت الله تعالى و مراعاة الحرمة لها، و الواجب على هذا الذي أكرمه الله جل و علا بهاتف الجوال أن يجعل من شُكْرِ الله تبارك و تعالى له على هذه النعمة التي سهل الله له بها الاتصال على أهله و قرابته و أبنائه و قضاء مصالحه و حاجاته أن يجعل من شُكْرِ الله تبارك و تعالى على هذه النعمة أن يستعملها في طاعة الله. و من استعمالها في طاعة الله تبارك و تعالى أن لا تحتوي على منكر. و لهذا فإن الموسيقى في الجوالات هي محرمة في كل حال. محرمة في كل حال، بل ينبغي عليه أن يختار لجواله أصواتا ليست بأصوات الموسيقى. و يزداد الأمر خطورة عندما يكون هذا الصوت المنكر داخل بيوت الله تبارك و تعالى. فبيوت الله تبارك و تعالى محترمة و لها حرمتها و إذا كان ذاك الذي أخذ يسأل عن حاجته في المسجد، -قال عليه الصلاة و السلام: لا رد الله عليه حاجته- فكيف بهذا المنكر العظيم؟ كيف الأمر بهذا المنكر العظيم الشنيع؟ فلنتق الله أيها الإخوة و لنحذر من موجبات سخط الله و عقابه سبحانه و تعالى و الواجب على كل واحد منا أن يتقي الله جل و علا في هذه المساجد و بمجرد ما يدخل مع باب المسجد يقول بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله، أعوذ بالله العظيم و بوجهه الكريم و بسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، و يدخل بيت الله محترما لبيت الله و أن لا يجعل لهذه الأصوات المنكرة أي وجود في بيوت الله تبارك و تعالى.


نسأل الله عز و جل بأسمائه الحسنى و صفاته العليا أن يصلح أحوالنا أجمعين و أن يوفقنا جميعا لاحترام بيوت الله تبارك و تعالى و أن يجعلنا ممن يعظم شعائر الله و أن يعيذنا جميعا من استعمال هذه الأجهزة في أي أمر أو مجال يسخط الله تبارك و تعالى و أن يصلح لنا شأننا كله، إنه تبارك و تعالى سميع الدعاء و هو أهل الرجاء و هو حسبنا و نعم الوكيل.

فرغها

أبو أحمد هشام الأثري

مع تحية موقع شبكة الإمام الآجري العلمية

الثلاثاء، 26 يونيو 2012

الوعيل: هذا ما كان يغضب الأمير نايف..وأبو عالي: كان يقرأ جميع الخطابات

الوعيل: هذا ما كان يغضب الأمير نايف..وأبو عالي: كان يقرأ جميع الخطابات

في أمسية أدبي الشرقية عن الفقيد الراحل

عبدالله المانع - الدمام تصوير - علي الهاشم

الثلاثاء 26/06/2012

قال محمد الوعيل (رئيس تحرير جريدة اليوم): إن علاقة الأمير نايف بن عبدالعزيز -يرحمه الله- بالإعلام أخذت طابعًا مؤطرًا منذ تكليفه برئاسة المجلس الأعلى للإعلام عام 1401هـ، حيث حدد سموه منطلقات السياسة الإعلامية للمملكة في أول اجتماع للمجلس بمدينة الطائف، وأكد أن صدر الأمير كان مفتوحًا للجميع دائمًا ومتجاوبًا إلى أقصى حد، ولم يكن يغضب سوى من نشر أية معلومة أمنية تُفسد على الأجهزة المعنية فرصة الوصول إلى الجناة، كما أن سموه يغضب من التطاول على المواطن أو القضاء بشكل ظالم، وكان -يرحمه الله- يعنى كثيرًا بالثوابت المتعلقة بالدين، فهي خط أحمر، ومن غير الممكن أن يساء إليها على الإطلاق.
واعتبر الوعيل أن من أهم البصمات التي قام بها الأمير نايف عندما تولى مهام رئاسة المجلس الأعلى للإعلام كان صدور السياسة الإعلامية للمملكة عام 1402، والتي تعتبر الآن جزءًا لا يتجزأ من السياسة العامة للدولة.
جاء ذلك في أمسية أقيمت يوم أمس الأول بنادي المنطقة الشرقية الأدبي بعنوان «جوانب مضيئة من حياة الراحل نايف بن عبدالعزيز»، تحدث فيها كل من الكاتب ورئيس جائزة الأمير محمد بن فهد للتفوق العلمي الدكتور سعيد أبو عالي، ورئيس تحرير جريدة اليوم محمد الوعيل، وأدار الأمسية الكاتب ورئيس النادي خليل الفزيع.
وتحدّث محمد الوعيل في ورقته التي عنونها بـ «اهتمامات الأمير نايف بن عبدالعزيز يرحمه الله الإعلامية» عن علاقة الأمير الراحل بالإعلام، مستشهدًا ببعض إطلالاته ومقولاته التي تدل على الحكمة والصدق وبُعد النظر في الرؤية كقوله «الفكر لا يُحارب إلا بالفكر».
من جانبه تحّدث الكاتب سعيد أبو عالي عن الجوانب العلمية في شخصية الراحل وعن النواحي الإنسانية التي برزت من خلال تجربة شخصية له رافق فيها الأمير نايف يرحمه الله، وتناول جانبًا من السيرة العلمية للفقيد الراحل، وقال: الأمير نايف وُلد بالطائف وتلقى تعليمه على يد علماء وتربويين أجلاء نمت لديه ملكة القراءة وحب الاطلاع منذ صغره فشب قادرًا على النقد والتحليل وظهر ذلك في مجلسه وتقرّبه إلى العلماء وقربهم منه. وأضاف: انضم لمجلس والده الملك عبدالعزيز الذي كان حافلًا بالعلم والعلماء وطلبة العلم وكان مجلس القائد المؤسس بمثابة حلقة علم موسوعية الرؤى وهذا التأسيس العلمي الممزوج بخبرة الرجال جعل من الأمير نايف موضع ثقة لدى والده المؤسس ولدى إخوانه الملوك.
واختتم أبوعالي الأمسية بالحديث عن مرافقته الشخصية للفقيد الراحل يرحمه الله لمدة أسبوع في جولة تفقدية قام بها سموه لمنطقة الحدود الشمالية فقال: كان يصغي لكل من يتحدث إليه وكان يقرأ جميع الخطابات التي تُقدم إليه ويدوّن توجيهاته عليها وكان لا يذهب إلى العمل كل ليلة إلا بعد أن يطمئن على راحة جميع مرافقيه وكنت أحدهم.
وفي ختام الأمسية كرّم رئيس نادي المنطقة الشرقية الأدبي خليل الفزيع ضيوف الندوة الدكتور سعيد أبو عالي ومحمد الوعيل، كما تم توزيع كتاب «إنه الوطن ياسيدي» للزميل الوعيل على هامش الأمسية التي شهدت حضورًا كبيرًا من المثقفين والأدباء والمهتمين.

المصدر:

http://www.al-madina.com/node/386417

مسؤولية الأمة في حفظ الأمن

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ[ ]آل عمران : 102[، ]يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا[ ]النساء : 1[، ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا[ ]الأحزاب : 71[.

أما بعد.

إن خير الحديث كتاب الله وأفضل الهدي هدي محمدٍ r وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة وكل ضلالةٍ في النار، أيها الناس إنه من نعمة الله علينا سبحانه وتعالى اجتماعنا في هذا المكان الطاهر المبارك في بيتٍ من بيوت الله نتلوا كتاب الله ونتدراسه فيما بيننا فإن عاقبة من فعل ذلك هي ما رواه مسلم في صحيحه من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة t أنه قال: قال رسول الله r وما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده وما رواه أبو داود الطيالسي في مسنده من حديث سهل بن الحنظلية t أنه قال: قال رسول الله r ما اجتمع قومٌ على ذكرٍ ثم تفرقوا إلا قيل لهم قوموا مغفوراً لكم وأي نعمة يجتنيها العبد من مثل هذا العمل الصالح الاجتماع على الذكر أعظم من نعمة غفران الذنب وما شقاها الأمة اليوم وحيرتها وضنك عيشها إلا بالذنوب وأعظمها الشرك بالله العظيم والبدعة:

رأيت الذنوب تميت القلوب

وقد يورث الذل إدمانها

حياة القلوب في ترك الذنوب

وخير لنفسك عصيانها

]وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى[ ]النازعات :40-41[، قال ابن القيم رحمه الله إن الله إذا رأى من عبده معصية سلط الله على قلبه جنديان لا ينفكان عنه حتى يتوب لعلام الغيوب سبحانه وتعالى، الجندي الأول اسمه الهم والجندي الثاني اسمه الغم فلا يزالان يعتركان بهذا القدر لذلك الرجل العاصي وذلك من نعمته عليه حتى يعود تائباً لعلام الغيوب فإذا تاب شرح الله قلبه سبحانه وتعالى ولو أن الله ترك العبد من غير هذين الجنديين لعظم ذنبه وما شعر به وكان من جنس الذي سُلب إحساسه فهو يكوى تارة بنار وتارة يجرح بآلةٍ حادة فينزف حتى تكون هلكته وكذلك الذي سُلب الإحساس من قلبه فصار صاحب قلبٍ ميت فإنه قد تأتيه هلكته ولا يشعر، فجعل الله سبحانه وتعالى في القلب مادة إحساس في قلب المؤمن في قلب المسلم وهي الغم والهم والضنك إذا اقترف إثماً حتى يعود إليه سبحانه وتعالى، أما إذا رأيت العبد المذنب مقيم على معصية الله ويضحك ويرأس ويربع فلا تغتر فإنه قد روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عقبة ابن عامر t أنه قال: قال رسول الله r إذا رأيت الله يعطي العبد ما يحب على معاصيه وهو مقيم على معصيته فإن ذلك استدراج منه سبحانه وتعالى كما قال: ]فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ[ ]القلم : 45[، وقال:] وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون[ ]الزمر : 47[ ، نسأل الله العافية، قال وما اجتمع قوم على ذكرٍ ثم تفرقوا إلا قيل لهم قوموا مغفوراً لكم وروى البخاري في صحيحه من حديث أبي واقد الليثي t قال بينما النبي r جالسٌ في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر فأقبل اثنان وذهب الثالث فوقف على النبي r فأما أحدهما فوجد فرجةً في الحلقة فجلس فيها وأما الآخر فجلس خلف الحلقة فلما انتهى النبي r من حديثه قال ألا أخبركم بخبر الثلاثة أما الأول أي الذي جلس في الحلقة وسد الفرجة فأوى إلى الله فآواه الله قال بعض شراح الحديث أي أدخله الجنة عملٌ قليل وأجرٌ عظيم يستمع المسلم للذكر المنزل من عند الواحد الجليل فينصرف بذنبٍ مغفور وتجارةٍ لن تبور إنها الجنة الذي روى خبرها مسلم في صحيحه عن النبي r قال لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها وقد روى مسلم في صحيحه عن النبي r أنه قال أعددت لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر وأعظم ذلك ما رواه مسلم في صحيحه من حديث صهيب ابن سنان t قال إذا دخل أهل الجنة الجنة قيل لهم إن لكم مع ربكم موعدا فيقولون ألم يبيض وجوهنا ألم يدخلنا الجنة ألم ينجنا من النار ظنوا أنه لا لذة أعظم مما هم فيه أنهارٌ من لبن وعسل مصفى وماءٍ غير آسن وخمر ليس كخمر الدنيا وحورُ عين كأمثال اللؤلؤ المكنون فظنوا أنها لذة ما بعدها لذة فتعجبوا من الموعد ماذا هو وما يكون قالوا ألم يبيض وجوهنا ألم يدخلنا الجنة ألم ينجنا من النار فيكشف الحجاب فينظرون إلى رب الأرباب سبحانه وتعالى فما أعطوا في الجنة أحب من النظر إليه وذلك تفسير قوله تعالى:]لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [ ]يونس : 26[ ، أي للذين اتبعوا السنة في هذه الحياة الدنيا وعملوا بها سواءً كانت سنة واجبة كإتيان الصلوات في جماعات أو سنة مستحبة كأداء ركعتي الفجر خفيفة من التوحيد إلى إماطة الأذى عن الطريق لهم الحسنى والحسنى هي الجنة وزيادة وهي النظر إلى الله سبحانه وتعالى، أما الأول فأوى إلى الله فآواه الله وأما الآخر وهو الذي جلس خلف الحلقة قال عنه النبي r أما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه قال بعض شراح الحديث استحيا من المزاحمة فإنهم كانوا في حلق الذكر يزدحمون ويتقاربون ويسدون الفرج حتى وجد ذلك الرجل أن لا مكان بين تلك الصفوف في الحلقة فجلس خلف الحلقة استحياءً من المزاحمة فاستحيا الله منه استحياءً يليق بجلاله وعظمته سبحانه وتعالى، وهذه هي سنة مجالس العلم تقارب أهل المجلس الواحد وعدم تفرقهم لما روى أحمد في مسنده من حديث أبي ثعلبة الخشني t قال أبو ثعلبة كنا إذا سافرنا مع النبي r تفرقنا في الشعب والوديان فخرج علينا النبي r ذات مرة مؤدباً لهم قال إن تفرقكم هذا في الشعب والوديان من عمل الشيطان قال الراوي أبو ثعلبة فكنا نجتمع حتى لو ألقي علينا كساء لشملنا ولعلك تعجب لما التفرق بالأبدان في المجلس الواحد محبوب للشيطان فهو من عمله أقول لأن الظاهر أخي المسلم يؤثر على الباطن تقول العامة البعيد عن العلم بعيد عن القلب فإذا كان الرجل بعيداً عن أخيه لا يقترب منه ولدّ ذلك نوع جفوة عنده تجاهه ألم يأتك نبأ ما رواه أبو داود في سننه من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه قال النعمان قال رسول الله r ذات يوم أقيموا صفوفكم أقيموا صفوفكم أقيموا صفوفكم قال لقد رأيت الواحد منا يلزق كعبه بكعب صاحبه ومنكبه بمنكبه وركبته بركبته، وقال في حديثٍ آخر عباد الله لتساون بين صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم فالظاهر يؤثر على الباطن ولذلك فإنك إذا أكثرت من ذكر شيء بلسانك وسمعت نفسك بأذنك تنطق بلسانك أثر عليك ذلك الذكر أنت فإذا أقللت من ذكر ذلك الشيء ضعف طلبك له وإذا أكثرت من ذكره عظم قصدك إليه وطلبك له ولذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أو تلميذه ابن القيم في علاج العشق رجل مرض قلبه بعشق فتاة فأصبح يذكرها صباح مساء حتى مرض وتكاسل عن أداء واجباته من قوة الداعي وهو تعلق القلب بها فقال رحمه الله فليعرض عن كل ما يذكره بها من حي من قريب من وصف من أي شيء كل شيء يذكره بها يقطع العلائق بها ليتفرغ للمقصود من وجود في هذه الحياة الدنيا وهي عبادة الله قال:] وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ[ ]الذاريات : 56[، ما قال ليعشقون أو يلعبون أو يأكلون ويشربون قال ليعبدون فإنه إذا أقل من ذكرها أو انعدم ذكرها ضعف قصد طلبها وإذا أكثر من ذكرها عظم القصد إليها أو طلب القصد إليها وكذلك هذه الحياة الدنيا إذا أكثرت من ذكرها في المجالس فإنه يعظم قصدك لطلبها وإذا أقللت من ذكرها وذكرت الآخرة وما أعد الله فيها لعباده الصالحين كما قال أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر عظم قصدك لطلبها، وأما الثالث وهو الذي خرج من حلقة العلم وهذا حال كثير مما نرى في هذه الحياة الدنيا إذا عقد مجلس علم رأيت كثيراً من الناس يخرجون من الحلقة وهم على أقسام ولا شك القسم الذي ذُكر في الحديث قال عنه النبي r وأما الآخر أعرض فأعرض الله عنه هذا الذي خرج من حلقة الذكر قيل لأنه زهد في العلم وقيل لأنه كان منافق في الباطن ويجتمع الأمر في زهده في العلم فعند ذلك أعرض الله عنه، ذلك لأن البعض إذا ذكر الله كما قال الله سبحانه وتعالى: ]وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ[ ]الزمر : 45[، سبحان الله عما يصفون !! وقد أُذن للنبي صلى الله عليه وسلم كما عند الترمذي أو عند أبي داود قال أُذن لي أن أحد عن واحد من حملة العرش الذين يحملون عرش الله سبحانه وتعالى و والله لو أنهم راقبوا بكامراتهم الفضائية ما راقبوا من الأرجاء الفضائية لم يقدروا على إحصاء معشار ملك من حملة العرش إلا أنه حدثنا عنه رسول الله r فنحن نصدقه قال ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبع مئة عام ]وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ[ ]الحاقة : 17[، سبحانه وتعالى عما يصفون فكيف يزهد في الذكر الذي نزل من عنده سبحانه فيعرض عن الذكر ويخرج الرجل لما هو دونه من هذه الحياة الدنيا أو من أمور هذه الحياة الدنيا فلما خرج ذلك الرجل زهداً في الحلقة أعرض الله عنه والجزاء من جنس العمل ولو أنه أقبل وجلس يستمع للعلم كما قال ابن القيم العلم قال الله قال رسوله r قال الصحابة ليس بالتمويه ما العلم نقلك للخلاف سفاهةً بين الرسول r وبين قول فقيه، لظفر بالجنة وهو عمل قليل لكن أجره عظيمٌ عند رب العالمين سبحانه وتعالى قال فأعرض، فأعرض الله عنه وإذا أعرض الله عن العبد فكيف تكون له السعادة في هذه الحياة الدنيا وكيف يهل له أسباب النجاة إليه يوم القيامة فإياك وأن يعرض الله عنك يا عبد الله أقبل على العلم تعلمه واجتمع في مجالسه وإياك والإدبار والإعراض عنه والزهد فيه فإن ذلك سببٌ لإعراض الله عنك سبحانه وتعالى إلا من كان عنده موعد أو حاجة أو ضرورة فخرج من أجل ذلك فذلك معذور لكن يزهد في العلم يزهد في الذكر قال ثابت البناني رحمه الله أنا أعلم متى يذكرني الله فارتاع أصحابه كيف قد انقطعت النبوة بوفاة رسول الله r فكيف يأتي عبد يدعي أن الله يذكره في هذه الساعة المعينة وليس عنده وحي فقال يذكرني الله إذا ذكرته قال تعالى:]فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ[ ]البقرة : 152[، فإذا علمت أن الله سبحانه وتعالى إذا ذكرته فسوف يذكرك وإياك أن تغفل عن ذكره إذاً واجعل لسانك رطباً أبداً ودوماً بذكره سبحانه وتعالى وشكره فإن البعض قد يظن أن الشكر أن يقول اللهم نشكرك على إحسانك وفضلك فقط الشكر يكون باللسان ويكون بالعمل وحضورك في مجلس الذكر وجلوسك فيه شكر لله كما قال تعالى:] اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا[ ]سبأ : 13[، وفي صحيح البخاري عن عائشة أنه قام حتى تفطرت قدماه فقال لما تصنع ذلك يا رسول الله وقد غُفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال أفلا أكون عبداً شكورا فدل ذلك على أن الشكر ليس منحصر باللسان بأن يقول العبد اللهم إني أشكرك بل هو كذلك يكون بالعمل كما قال:

] اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا[ ]سبأ : 13[، فجلوس العبد لسماع الذكر والعلم والانتفاع به من شكر الله، ثم اعلموا أيها الناس أن اجتماعنا هذا لمدارسة موضوع كان سيلقيه فضيلة الدكتور ثم حصل له عذر فجئنا بدلاً عنه بأمر مدير الأوقاف لنسد المكان ببضاعةٍ مزجاة نسأل الله أن يغفر لنا تقصيرنا وأن يرحمنا وإياكم ويجعلنا من أهل الجنة، موضوعها مسؤولية الأمة عن حفظ الأمن موضوعٌ مهم ليس هو موضوع سياسي كما يظن البعض أو موضوع اجتماعي والله إنه موضوع شرعي لأن الأمن نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى التي لا تعد ولا تحصى وتستقصى قال تعالى:] وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ[ ]النحل : 18[، فبنعمة الأمن تصلي لله خاشعاً خاضعاً وبنعمة الأمن تصوم وتبر والديك وتتصدق وتطلب العلم وتسعى في مصالحك الدنيوية لإقامة صلبك وعيالك وبانعدام الأمن وارتفاعه وحصول الفوضى والخوف والجوع والهلع والحرب يرتفع كل ذلك وبعضه ولذلك روى مسلم في صحيحه عن النبي r أنه قال عبادة الله في الهرج كهجرةٍ إليه ليس الهرج ما تسمعونه اليوم من بعض التفسيرات التي حصلت من هذه المملكة جزيرتنا الحبيبة في أماكن متفرقة فإنه لا يزال والحمد لله عندنا الأمن مستتب لأنك لو قارنت ما حصل من تفجيرات مع طول زمان الأمن الذي نعيشه تلاشى أمر تلك التفجيرات فلا تكاد تفتر والحمد لله ولكن الهرج المرج الذي عبادةٌ فيه كهجرةٌ إلى رسول الله r عند اختلاط الأمور وكثرة القتل وحصول المفجعات مرة بعد مرة بأزمنة يسيرة ربما فعند ذلك يطيش العقل فلا يكاد يذكر ربه كيف يطعم نفسه كيف يطعم عياله كيف يصلي طاش العقل فهنا من جمع قلبه وجاهد نفسه وأصبح يصلي ويذكر الله ويأمر أولاده بالصلاة ويبر والدته في هذا المحل يكون كهجرة إلى النبي r لأن المقتضي حاصل للغفلة فكلما قوي المقتضي للغفلة وذكر الرجل ربه كان أعظم لأجره، وأي مقتضٍ أعظم من حصول الهرج والفتن واختلاط الأمور وكثرة القتل فتعمدت تذكر الله في تلك الحال وتعبده وتصلي له وتقوم الليل وتصوم النهار تكون كأنك هاجرت إلى النبي r إذاً المقتضي حصل للغفلة ولكنك جمعت قلبك وجاهدت هواك عن تركها وقد روى أحمد في مسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال المجاهد من جاهد هواه في سبيل الله فعندما يحصل ذلك تقل العبادة ويضعف الداعي لتحصيل ثواب الآخرة بأس شيء عند حدوث الخوف والهلع والحرب والقتل والهرج واختلاط الأمور فتبين لك من هذا عظمة هذه النعمة نعمة الأمن، ويكفيك أن من ثمرات نعمة الأمن أن يتخرج أو أن يصنع أثناء هذه النعمة العلماء فإن العلماء لا يمكن أن يكلبوا العلم وهم طلاب علم صغار يكبرون في الكتاب وحلقات العلم أي سنة بعد سنة إلى أن يصبحوا علماء يصعب أن يطلب أحدهم العلم والقتل ينتشر في الحي في كل مكان وعصابات تدخل في هذه البيوت فتخرج النساء فتستحييهم وتقتل الرجال فكيف يطلب الطالب الذكي النجيب العلم حتى يصبح عالم أمة في هذا الجو فإذا لو لم يكن في نعمة الأمن إلا أن يتخرج في أثنائها العلماء لأنهم يجمعوا قلبهم وفكرهم ونظرهم حتى يتفقهوا في دين الله أمناء الأمن، أما أثناء الفتن والقتل والقلق الذي يعتري الناس حينئذٍ يشتت أذهانهم عن التركيز في فهم النصوص وحفظها وفهمها والتلقي عن العلماء ولا شك أنه إذا لم يتخرج العلماء أو لم يكن هناك عالم كان ذلك إيذانٌ بخراب الدنيا كلها فإنه لا يحفظ الدنيا ولا يكون سبباً في حفظ أمنها إلا العلماء فإنهم يعلمون العلم والعلم هو السبب الأعظم في الأمن بدءً من التوحيد إلى إماطة الأذى عن الطريق، فإذا عرفت هذا صار لزاماً عليك أن تعرف أن كل فردٍ من أفراد الأمة أي أمة الإجابة والأمة تنقسم إلى قسمين:

أمة الدعوة: كاليهود والنصارى والمجوس وأهل الإلحاد كفر شرك وثنيون هذه أمة دعوة يدعون إلى الله .

وأمة الإجابة: هم الذين أجابوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا فواجبٌ على كل فردٍ من أفرد أمة الإجابة أن يتعاون في حفظ الأمن لما ذكرت لك من النعم التي تحصل من جراء حفظ الأمن واستقراره وحفظه بدءً من الحاكم إلى الأسرة المسلمة فقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر أو عن غيره رضي الله عنه قال كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام راعٍ أي في دولته وهو مسؤول عن رعيته والأب كذلك راعٍ وهو مسؤول عن رعيته في بيته والأم راعيةٍ في بيتها وهي مسؤولةٍ عن رعيتها فكيف ذلك أول فكرة يفكر فيها الحاكم يحفظ الأمن في بلاده قبل أن يجمع القوى العسكرية والجند وغير ذلك من مؤهلات إنجاح الحروب التوحيد والسنة فإن أعظم سبب لحفظ الأمن تحقيق التوحيد، يدل على ذلك قوله تعالى:] وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا[ ]النور : 55[، الشرط يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ما قال يجمعوا العسكر أول شرط يعبدونني لا يشركون بي شيئاً يحققوا التوحيد وقد قال وعملوا الصالحات لا يكون العمل بالصالحات إلا بإتباع السنة فالعمل الذي لا سنة فيه فهو عمل طال وليس بصالح فلذلك نقول أعظم الأسباب لتحقيق الأمن في البلاد والعباد تحقيق توحيد رب العباد تحقيق التوحيد، يعبدونني لا يشركون بي شيئاً وهذا الذي صنعه الإمام المجدد محمد ابن عبد الوهاب حث الأمراء في عصره لم ينابذهم بل اقترب منهم يناصحهم فإنه ذو علمٍ واسع وعقلٍ راجح فإنه لو صار يغتاب أمراء بلده في المجالس ويحرض عليهم لحصل بينه وبينهم بغضاء وأخذوا بالإمام المجدد وزجوه في السجن ولم يدعوا إلى الله ولفُتِرت الدعوة ولدُفنت في مهدها لكن كان أعقل من ذلك عقله وأرجح اقترب من الأمراء وناصحهم وتلطف إليهم بالقول فكسبهم فأعانه على مهام الدعوة حتى كسر الأوثان وما كان ليكسرها بفأسه واحد بل بسيف السلطان متبعاً في ذلك سنة الأنبياء قبله وإنما هو عالم جليل وليس بنبي ولم يأت بطريقة محدثة كما يقول أهل البدع أنتم معشر الجزيرة وهابية لم يأت بدينٍ جديد اسمه وهابية ]كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا[ ]الكهف : 5[، إنما طلب العلم واجتهد في طلبه وأخلص نحسبه كذلك والله حسيبه وكظم على نفسه حتى لا تنطلق في ملذات الدنيا وتتوسع فتنسى نصيبها من الآخرة بل كظم على نفسه وزهد في الدنيا وصار ينشر العلم ويصبر وتعرف على الأمراء وتلطف معهم حتى أعانوه بالسيف ولا يمكن أن ينتصر العلم من غير سيف لابد من السيف ولذلك قال الله تعالى:] وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ[ ]الأنفال : 60[، لم يقل من علم والخطاب موجه إلى الصحابة وهم أهل علم وأهل بصيرة فصار لزاماً عليك إذا أردت أن تعمل بهذه الآية التي وجهت للصحابة أن تكمل جانبان الجانب الأول العلم والدعوة للتوحيد أولاً لأن الصحابة كانوا كذلك وقد وجه لهم الخطاب والعناية بالعقيدة الجانب الثاني السيف وذلك بترك طريقة الخوارج التأليب على الحكام والخروج عليهم بل تأليف قلوب الحكام والاقتراب منهم ودعوتهم للمعاونة على الدعوة ونصرتها هكذا كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب فلذلك أنتم تنعمون في هذه الحلقة الآن بنعمة الأمن وهذا امتداد لدعوته المباركة دعوة للتوحيد رحمه الله وجزاه الله خيراً عن أمة محمد r وقد روى البخاري أيضاً ما يدل على ذلك فعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال لما نزلت هذه الآية وهي قوله تعالى:] الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ[ ]الأنعام : 82[، شق ذلك على أصحاب النبي r فقالوا أينا لم يظلم نفسه فقال النبي r ليس ذاك الذي تفهمونه من ظاهر الآية بظاهر اللغة التي نشأتم عليها وإنما هناك معنىً شرعي للظلم هنا عرفه النبي r بالوحي، الظلم هنا الشرك أي إذا أردت الأمن لهذه الحياة الدنيا فعلى مقدار تحقيقك للتوحيد يكون الأمن والاهتداء ] أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ[ ]الأنعام : 82[،يأملون في الآخرة وهم مهتدون في الدنيا لتحقيق التوحيد وعلى قدر تحقيقهم للتوحيد يحصل لهم الأمن في الدنيا والآخرة، فدلت الآية إذاً أو دل الحديث على أمور:

الأمر الأول: عدم إمكانية أحد مهما على كعبه في علم اللغة العربية وجواهر البلاغة وأساليب العرب أن يستقل بفهم القرآن بعيداً عن السنة وفهم الصحابة كيف؟ الصحابة أهل لغة ومع ذلك لما جاؤوا في هذه الآية فسروا الآية على ظاهر الأمر أن الظلم هو المعروف عند كل أحد قال لهم النبي r إنه ليس ذاك فدل ذلك أنه لا يستغنى عن السنة وعن أعذار الصحابة في تفسير القرآن ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والذي يفسر القرآن على مقتضى كتب الأدب واللغة ويعرض عن التفسير بالمأثور أي المنقول عن السلف ورأس السلف الرسول r ثم الصحابة قال فهو على طريقة الملاحدة يدعي أنه يمكن أن يستقل لعلمه باللغة تفسير القرآن من غير الرجوع لتفسير الرسول r والصحابة فهذا هو طريق الزندقة لأن خير من فهم القرآن والسنة والرسول r والصحابة فلا يجوز لأحد أن يتمرد عليهم كما قال لي قائلٌ ممن انحرف عن منهج السلف رضي الله عنهم في فهم القرآن قلت له قال الله تعالى في كتابه:]وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ[ ]المائدة : 44[، قال هذا كفرٌ أكبر فكل حاكم يحكم بغير ما أنزل الله فهو كافر كفرٌ أكبر يخرج من الملة حسبنا الآية الكافرون وماذا تريد أحسن من الآية لا والله ما ننكر الآية لكن ننكر استغنائك عن فهم السلف رحمهم الله فلماذا استغنيت عن فهم ابن عباس ولم يخالفه أحد من الناس فقد خرج الطبري بأسانيد عن عبد الله ابن عباس وعن طلابه طاووس وعطاء وغيرهم في تفسير الآية: ]وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ[ ]المائدة : 44[، قال كفرٌ دون كفر وقد فصل القول في الصحيفة التي قال عنها الإمام أحمد في مصر صحيفة في التفسير لو رحل الرجل إليها مع بعد الشقة وقتئذٍ في الرحلة إلى مصر قال لو رحل الرجل إليها لنيلها لما كان كثيرا وفي الصحيفة صحيفة علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنه قال إذا جحد الحاكم حكم الله فهو الكافر أي إذا حكم بغير ما أنزل الله وجحد حكم فهو كافر قال وإذا لم يجحد حكم الله وحكم بغير ما أنزل الله قال فهو فاسق وصور الجحود كأن يقول حكمي مثل حكم الله يسوغني ترك حكم الله جائز أن أحكم بغير ما أنزل الله وإن كان حكم الله أفضل ونحو ذلك فهذا جاحد لحكم الله فهو كافر أما الذي يعتقد وجوب حكم الله عليه ثم يخالف في مسائل فيحكم لشهوة لكي لا يُخلع عن ملكه مثلاً أو نحو ذلك فهذا فاسق وليس بكافر فلما قلت له تفسير ابن عباس سيد الناس حينئذٍ في التفسير والذي قال عنه ابن مسعود نعم ترجمان القرآن عبد الله ابن عباس وروى البخاري في صحيحه عن النبي r أنه قال اللهم علمه الكتاب اللهم فقهه في الدين أو كما قال، فمع ما قيل له واعتراف أئمة الدين وقتئذٍ من الصحابة بفضله وعلمه أتدرون ما قال ذلك الرجل قال ابن أي رجل ونحن رجال إذا اختلف الصحابة في تفسير آية فيقدم الفقهاء قول ابن عباس لأن له مزية في التأويل بدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم له، ولذلك لما اختلف الصحابة في تفسير الآية: ]أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء[ ]المائدة : 6[، فابن ذهب إلى أن لمس المرأة ينقض الوضوء وابن عباس قال ذلك الجماع قدم قول ابن عباس لأنه أفقه بالقرآن بدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم فاللمس لا ينقض الوضوء للمرأة لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل عائشة ويخرج ولا يتوضأ فالقول المحقق في هذا أن قوله:]أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء[ ]المائدة : 6[، أي جامعتموهن على مذهب ابن عباس فكيف يزهد في تفسير الصحابة رضي الله عنهم ويفسر المسلم كلام الله مستغنياً عن تأويله رضي الله عنه فإن هذا هو طريق انحلال الأمن أن يستقل الناس بفهم القرآن عن تأويل الصحابة هو طريق انحلال الأمن لماذا؟ لأننا وجدنا الخوارج الذين أخلوا بالأمن في عهد علي أو في عهد عثمان ابن عفان قد نزعوا بآيات فهموها بعقولهم وآرائهم واللغة من غير رجوع لتفسير الصحابة فماذا كانت النتيجة! كانت النتيجة أنهم خرجوا على أصحاب رسول الله r اختل الأمن وقتلوا عثمان ابن عفان فدل ذلك على أن حفظ آثار الصحابة لتأويل الآيات طريقٌ للأمن، وقد روى الدارمي في مسنده عن عمرو ابن سلمة أنه قال جاء أبو موسى الأشعري إلى بيت عبد الله ابن مسعود في الغداة عند صلاة الفجر وكان من عادة الناس العناية بالعلماء فانظروا كيف كانت العناية بهم وانظروا الآن كيف أصبح الأمر، قال فكانوا ينتظرون عند باب ابن مسعود فيخرجون معه إلى المسجد أي لا يريدون أن يضيعوا الوقت بين باب عبد الله ابن مسعود وبين باب المسجد أسئلة في الطريق إلى أن يصلون المسجد وأبو موسى الأشعري عالم لكن كان عنده تواضع عالم يأتي إلى عالم يسأله كأنه طالب علم فجاء أبو موسى الأشعري العالم ومن دلائل أنه عالم أن الرسول r أرسله إلى اليمن ولذلك انتقدت جماعة معاصرة أشد الانتقاد من قبل علماءنا الكبار كيف يرسلون الجهال دعاةً إلى الله وهم عصاة فيقولون للعاصي إذا زاروه في البيت يخرجوه داعياً اخرج وادعوا معنا في سبيل الله ولم يتب بعد، ولذلك تكلم لما تكلم بعضهم من غير علم في مسألة الجهاد صار يستغفر من القعود عن قتال إخوانه من أهل الإسلام يظن أن الجهاد هو هذا الذي تسمعونه من التفجيرات خروجٌ على أهل الإسلام وأهل الذمة فالذي لا يخرج منهم ولا يسمع كلامهم ربما وجدته في البيت يبكي ويستغفر يقول ما قدرت على طريقتهم المثلى أجاهد صار يستغفر من أي شيء يستغفر من الحق الذي يقعد عن جهاد إخوانه فلا يفجر مثلاً المرور كما فعلوا بالرياض إخواننا يلبسون البدلة العسكرية ويقولون لا إله إلا الله هل لبسة البدلة العسكرية تجعله يخرجه من ملة رب البرية هذا لبس معتاد في الدولة هو يقول لا إله إلا الله يسوم معك فكيف تفجره سبحان الله فيظنون أن هذا هو الجهاد بل هو فساد كما لا يخفى عليكم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان فصار يستغفر من أي شيء؟ يستغفر من القعود عن مجاهدتهم إذاً من جهله وعدم ضبطه للعلم صار يستغفر من ترك الحق ولذلك قال الله تعالى كما قال البخاري رحمة الله عليه باب العلم قبل قول العمل ] فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ[ ]محمد : 19[، بعد العلم استغفر إذ أنك لو لم تطلب العلم تظن أن الشيء باطل وهو حق فتستغفر منه وأضرب لكم مثل انتشر في بعض نواحي المملكة بدعة ذكرها الشوكاني في سيل الجرار وهي أن أدهم إذا قام من النوم يرى أنه لا يصلح وضوءه حتى يستنجي ولم يتبول ولم يتغوط يقول أبدء بالاستنجاء نقول له لما يقول هكذا وجدت الآباء وسبحان الله لعلي نسمت بالليل ولعلي إلى آخر ما يقول كما سمعت من ذلك من بعضهم قال الشوكاني رحمه الله في السيل الجرار والاستنجاء عند القيام من النوم أو قبل الوضوء من غير داعٍ كبول أو غائط بدعة لأن الرسول r لم يستنجي عندما قام من النوم هو والصحابة بل بدء بالوضوء ولم يكونوا يستنجون إلا من بول أو غائط رضي الله عنهم، فانظر في يوم من الأيام خرج مستعجلاً وتوضأ ليلق صلاته مع الإمام وتكاسل عن الاستنجاء فيرجع للبيت ربما يبكي صلاتي باطلة لأني ما استنجيت استغفر الله من أي شيء من باطل أم من حق من حق فإذاً لابد من العلم قبل الاستغفار ]فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ[ ]محمد : 19[، لابد من العلم قبل القول والعمل، فجاء أبو موسى الأشعري وهو عالم جليل جلس عند باب ابن مسعود وما أدراك ما عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه والذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد ما هذا المنصب العظيم رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد من ما أعطي من قوة فقه ودقة في النظر في العلم يرجع له العلماء في عصره علماء الصحابة الفحول يرجعون له هذا ابن موسى الأشعري عالم رأى شيئاً في المسجد ما عرفه هل هو باطل أم حق فرجع إلى ابن مسعود عالم جليل مع أنه إذا وقف عبد الله ابن مسعود يساوي عمر ابن الخطاب إذا جلس صغير الجسم لكن كبير العلم سبحان الله قوة في العلم والفهم لكتاب الله ولسنة رسول الله r فساد لا أهمية في جسمه شهادة بعلمه t ففتح الباب ابن مسعود فقام إليه أبو موسى الأشعري أنظر قلت قام إليه ولم أقل قام له لأن القيام للداخل منكر إنما القيام يكون إلى الداخل لا للداخل والفرق بينهما بيّن وقد روى أحمد في مسنده من حديث أنس رضي الله عنه أنه قال ما كان شيء أحب إلينا من رسول الله r وما كنا قوم له إذا رأيناه فإنه كان يكره ذلك قال بعض الفقهاء وصورة الكراهة هنا أن يكون أهل الوليمة جالسون فيدخل الضيف فيقوم كلهم له أو ما يرونه قال هذه صورة منهي عنها قطعاً لأن النبي r مع جلالة قدره لا يقومون له إذا رأوه كان يكره ذلك، ولذلك قد روى البخاري في الأدب المفرد من طريق أبي مجلس قال دخل معاوية ووقتئذٍ كان معاوية ملك وقيل هو أول من أحدث المُلك وكان في المجلس عبد الله ابن الزبير وعبد الله ابن عامر فقام عبد الله ابن عامر وقعد عبد الله ابن الزبير وكان أرزنهما أي أرزن العبادلة أيد الصحابي الجليل معاوية أيد فعل عبد الله ابن الزبير بجلوسه وعدم القيام من أنه ملك فاستدل على تأييده بقول النبي r من أحب أن يتمثل له الناس قياماً فليتبوأ مقعده من النار فدل ذلك على أن من صور التمثل للرجل أن تقوم له أول ما تراه بخلاف من ظن أن القيام المكره فقط أن تقعد ويقوم فوقك رجل قائم ليس بهذه الصورة بل الصورة أول ما تراه تقوم كما ذكر بعض فقهاءنا فهم الله، الثاني قيام إلى الداخل وهو كما ذكر ابن القيم رحمه الله يمشي الرجل يرى الرجل ولم يراه من سنة في الوليمة أو من أسبوعين فيتقدم إليه خطوات ليقبله يأخذ عروبه فهذا قيام إليه لا له كما روى البخاري في الأدب المفرد أن الرسول r غدا أقبل ودخل تقوم إليه فاطمة وتقبله وتجلسه مكانها فهنا قيام إليه لأنها قبلته وأجلسته مكانها وليس له أول ما تراه فرقٌ بينهما، فقام أبو موسى الأشعري وسأله فقال وجدت شيئاً في المسجد أنكرته ولم أرى إلا حق أنظر كيف تلتبس البدعة يقول رأيت شيء أنكرته ولم أرى إلا حق هذا جملة قد يقول أولها ينقذ آخرها فيه لبس حصل له رضي الله عنه لكن هذا ليس من باب التناقض عند الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري وهو عالم هاج منسبه إلى التناقض في القول يدل أن الأمر التبس عليه في المسجد ظهر شيء تردد فيه هل هو منكر أم خير فرجع إلى العالم وكانوا يرجعون إلى العلماء أما اليوم بعضهم يُسأل في المسائل التي لو طُرحت على عمر فجمعها أهل بدر فيجيب وربما في لقنوات الفضائية يجيب وما أسهل ما يجيب وكان هؤلاء الأئمة يسكتون إذا سئلوا عما لا يعرفون ولا ينكروا إلا ما يعلموا فلا ينكر أبو موسى الأشعري الذي رآه في المسجد هل هو منكر أم حق حتى يرجع إلى العالم الذي أعلم منه أنظر التواضع، قال ماذا رأيت قال رأيت في المسجد أقواماً حلقاً حلقاً في كل حلقة حصى ورجل على رأس كل حلقة يقول لهم سبحوا مئة وهم يعدون الحصى مئة كبروا مئة فيعدون هللوا مئة فيعدون ما يشبه اليوم بالطرق الصوفية ومشايخ الطرق كما ذهبت إلى بعض بلدان الشام فوجدت مشايخ الطرق والمريدين حوله مثل حديث ابن مسعود فدخلت مسجد من مساجد الشام فجلست وإذا بشيخ الطريقة يلقنهم الورد يقول لطلابه لم يقل لهم إن أعظم ذنب عصي الله به الشرك وصيفة الشرك كذا وكذا إلى آخره كما علمائنا الأجلاء المتون الفقهية والعقدية بل يلقنهم الورد الصوفي قال له في تلك الحلق وأنا أسمع قولوا يا باقي أنت الباقي أنا عبدك الفاني ثلاث وثلاثين مرة سبحان الله فملت إليه لهذا الشيخ الضال الصوفي قلت له ما دليلك على هذا فقال قال تعالى:] وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا[ ]الأعراف : 180[،وهذه طريقة أهل البدع في الاستدلال فضحهم ابن القيم وكان يعاشرهم ويعرفهم كان في نفس مدينة دمشق ووردان الشام وهو يشاهد الصوفية فأفهمهم بقاعدة جلية ذكرها في حاشيته على سنن أبي داود رحمه الله فقال وهذه عادة قصار أو قاصري العلم أنهم يستدلون بالنص العام من غير أن ينظروا إلى عمل صاحب الشريعة النبي r وأصحابه المفسر لذلك العموم فالله تعالى قال:

] فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ[ ]البقرة : 152[، الذي يفسر لنا هذه العموم أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر الله على هيئة وطريقة وعدد لا يجوز لنا أن نجاوزه فهذا يفسر لنا الذكر لكن هم يفسرون الذكر بما يشاءون فيخالفون طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم ويعملون بما يقول الشاطبي في الاعتصام بالبدعة الإضافية، فكان يسمي هذا النوع من البدعة الشاطبي في كتابه العظيم الاعتصام والفريد في بابه والذي يكشف لك البدعة بالمناقيش كان يسميه بالبدعة الإضافية فالبدعة قسمها إلى فسمين فأصل البدعة ما استحدث في الدين مما ليس له أصل كما قال ابن رجب من سنة سيد المرسلين ولا فهم الصحابة المهديين وعملهم رضي الله عنهم وقسمها إلى قسمين:

بدعة حقيقية: وهي ما استحدث في الدين مما ليس له أصل كالمولد النبوي وكقول الجهمية أن الله رب البرية سبحانه وتعالى لم يستوي على العرش ولم يكلم موسى تكليما هذه بدعة حقيقية ليس لها أصل لا من حيث العموم ولا من حيث الخصوص.

النوع الثاني: وهي التي تخفى على كثير من الخلق وبسبب انحلال الأمن عندنا قد ينحل الأمن في بلادنا إذا لم ننتبه إليها وهي البدعة الإضافية وهي ما كان له أصل من حيث العموم، أنظر كم استدل الصوفي علينا بالآية والذاكرين الله نص عام وليس لما يضيفه المبتدع إلى ذلك الأصل العام من عدد وهيئة وصفة وزمان ومكان وسبب أصل أي يبتدع قيد من صفة من سبب من زمان من مكان من عدد من هيئة يضيفه إلى ذلك النص العام فيغتر الموحد صاحب السنة بالأصل العام وهذا خير ولا ينتبه لما أضافه المبتدع إذا ذلك الأصل العام فين أن الأمر خير من نظر إلى الأصل العام أما صاحب السنة المدقق المحقق كعبد الله ابن مسعود وغيره ممن فهم هذا الأصل والصحابة رضي الله عنهم أعلم الناس بذلك يكشف ما أضاف المبتدع ذلك الأصل العام مثلاً السلام على رسول الله r شيءٌ طيب في الحديث إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام في القبر إذاً السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء طيب، لكنه روى أبو داود بإسناد حسن أن رجلاً عطس عند ابن عمر فقال الحمد لله والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم هنا السلام مطلوب لكن ذلك الرجل بحضرة ابن عمر أضاف إلى النص العام بالأمر على الرسول بالسلام قيد محدث أنه يسلم على النبي r بعد العطاس فأنكر عبد الله ابن عمر قال ما هكذا علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم علمنا إذا عطسنا أن نقول الحمد لله على كل حال ما نقول والسلام على رسول الله r فهذه تسمى البدعة الإضافية التي أنكر ها ابن عمر وكذلك أنكرها عبد الله ابن مسعود وكذلك ننكرها على الذين يريدون أن ينحل الأمن عندنا بديارنا فهم أصحاب بدعة إضافية جاءوا إلى نصوص عامة كما سمعت البعض منهم أو ممن على طريقتهم استلوا بها في الجهاد نصوص عامة أمر بالجهاد كقوله تعالى:] انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً[ ]التوبة : 41[، ] وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ[ ]البقرة : 191[، تفكر في نص الشاطبي هذا وفي نص ابن القيم لتعلم أن هذا طريق لانحلال الأمن فأتقن العلم به والنظر، أولاً قال ابن القيم وهذه عادة قار العلم يستدلون بالنص العام ] انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً [ ]التوبة : 41[، ]وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا[ ]الأحزاب : 35[، نص عام واللفظ في النص العام والنص المستغرب بجميع أفراده بلا حصر يقول ابن القيم ويتركون عمل صاحب الشريعة محمد ابن عبد الله r وأصحابه مفسر للعموم فهذه عادة قصار العلم فإن أولى الناس بفهم النص العام من هم الصحابة ولذلك قال ابن القيم معلقاً في سنن أبي داود وكان يجري بيني وبين المكيين نار في العمرة التي يخرجن فيها للتنعيم في رمضان سبع مرات وكنت أقول لهم إن كثرة الطواف لمن كان في مكة أفضل أو أحسن من الذي تصنعونه تخرجون للتنعيم وترجعون سبع مرات يا أهل الآفاق فكانوا يستدلون علية بالعموم يقولون عمرة في رمضان تعدل حجة فكنت يقول ابن القيم فكنت أقولهم يستحيل أن يكون هذا المعنى مراد والرسول صلى الله عليه وسلم والأصحاب لم يصنعونه ولو كان كذلك كان لما يأتوا إلى مكة يذهبون إلى التنعيم ويأتون ما فعلوا ذلك فعرفنا أنه معنى غير مراد من النص العام بأي شيء بتفسير الصحابة عملياً والنبي صلى الله عليه وسلم، فكانت الجولة رحمه الله عليهم المكيين وقتئذٍ، وكذلك قول الشاطبي أي نصٍ عام يستدل به المبتدع فيضيف إليه من تلقاء نفسه سبب زمان مكان هيئة عدد صفة محدثة فيسمى ابتداعه ذلك ابتداع إضافي وتسمى هذه بدعة إضافية أو كما قال رحمه الله، فانظر الآن إلى من يشتغل بالجهاد في هذا العصر هل تتحقق في كلام ابن القيم والشاطبي أم لا أنتم الحكام ولن أكون أنا حكماً ابتداءً قابلت بعضهم ممن ينهى هذا الفكر الذي يتنازل أو يستهجم أو يستقل بفهم السلف أو لا يعرفه يستدل بالنصوص العامة في الجهاد مثل] انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً[ ]التوبة : 41[،] وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ[ ]البقرة : 191[، الآيات العامة وعليه فيذهبون إلى صحة ما يفعلون أهل التفجير لأنهم يذهبون إلى المعاهدين المجمعات السكنية بل ومن المسلمين ابتداءً بالخوارج كمبنى المرور بالرياض ويفجرونه من باب اقتلوهم حيث ثقفتموهم تراهم يجاهدون أعدائهم وقت الضعف وأعداءهم قد استحكموا القوة قال ابن عبد السلام شُرع الجهاد للنكاية بالعدو فإذا كان العدو قوياً مستحكماً وكانت النكاية بالضد تقتل منه بالبندقية خمس فيأتون بالطائرة يقتلون منك ثلاثة آلاف فإذا صارت النكاية بالضد وأدى إلى ضعف الإسلام يحرم الجهاد كما صبر النبي r عن الجهاد في مكة وكما ذكر العلامة ابن عثيمين موصياً بعض الناس قال لا تضربوهم بحجر تقتلون منهم خمس يقتلون منكم مئة هذه طريقة في الجهاد خطأ ذكر ذلك رحمه الله فنقول يستحيل كما قال ابن القيم المكي ستكون الجولة لكم فلا تخافوا ستكون الجولة على إخوانكم لنصرة الحق لا لنصرة أنفسكم عليهم لنصرة الحق لأن الشافعي قال ما نظرت أحداً إلا وتمنين أن يجري الله الحق على لسانه وكنت أحب إذا نظرت أخي أن يجري الله أن يكون هو الذي انتصر للحق وليس للباطل، فستكون الجولة لكم لا شك ولا ريب فقولوا لهم يستحيل أن يكون هذا المعنى مراداً للذي تصنعونه من الجهاد وقت الضعف أو من قتال أهل العهد وهم مقيمون عندكم كيف؟ الذي أنزل عليه وهو محمد ابن عبد الله r

] انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً[ وأنزل عليه ] وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ[ ]البقرة : 191[، ]مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ[ ]التوبة : 38[، كل هذه النصوص العامة التي أنزلت عليه هو أعلم وأصحابه بمدلولاتها فلو كان أحد أفراد العموم منها لقاء الكفار وقت الضعف لكان هو أولانا بها فخذ في صلح الحديبية قد فرض الجهاد ومع ذلك صالح الكفار صلى الله عليه وسلم لأنهم أقوى لنشر الدعوة ثم فتح مكة وسمى الله ذلك فتحاً حتى عمر ما كان يقبل لأنه حكم بظاهر الأمر أولاً فأنزل الله:] إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا[ ]الفتح : 1[،وانتشرت الدعوة وفتحوا مكة، انظر فلم يواجههم النبي r وقت الضعف مع أنه قد فرض الجهاد فيستحيل أن يكون معنى هذا مراد أن تخرج للأعداء وهم مزججين بالسلاح استحكموا السماء استحكموا الأرض بفضل قوة الله سبحانه وتعالى وبإذنه والله يفعل ما يشاء فتأتي فتقتل منهم أربع فتقتل من آلاف، لو كان هذا المعنى مراد لكان أولانا به الرسول r فلم يصالحهم في الحديبية، وفي غزوة الأحزاب نفر من اليهود ألبوا العرب في كل مكان حتى اجتمعوا عشر آلاف حول المدينة ما خرج النبي صلى الله عليه وسلم لمواجهتهم استشار فبنا خندقاً خط دفاع فلماذا لم يخرج إليهم لاتخاذ السبب لما حقق السنة في الجهاد النبي r نصره الله بالريح فجعلوا ما يوقدوا قدراً إلا أكفأهم الله وربما نصبوا خيمة إلا طارت فرجعوا منهزمين لأنهم كانوا للسنة في الجهاد محققين لم يواجهوا أعدائهم وقت الضعف، وكذلك موسى من قبل كان فرعون من خلفه والبحر من أمامه ما قال لأصحابه ضعوا أرواحكم في أكفكم واجهوهم بما عندكم من عصي وحجارة ونبل خوف مع أن فرعون يدعي الألوهية لكن استحكموا القوة فذهب موسى هرباً إلى البحر ولم يقل ضعوا أكفكم على أرواحكم قاتلوا من استطعتم والله ينصركم لأن الله شرط

] وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ[ ]الأنفال : 60[،لابد من استطاعة وقوة ورباط الخيل ترهبون فأي قوة ليس فيها إرهاب حقيقي فهي ليست بقوة لأنه وصفها بقوله ترهبون بها عدو الله والرجل إذا قتل خمسة من الكفار ما يسمى إرهاب يسمى إرهاب عندما يكون على مستوى دولي كما يقول العلامة ابن عثيمين يكون معك دولة وطائرات وتهجم على دولة وتحصرها جهاد حرب هذا هو الإرهاب أما تقتل أربعة بحجر ثم يقتلون منك آلاف فهذا إرهابٌ عكسي وليس إرهابٌ حقيقي، ولذلك يسمى الإرهاب الذي يصنعونه اليوم المفجرين بالإرهاب البدعي لأن الإرهاب الشرعي شرطه إحداث قوة ترهب بها عدو الله ومن آثار إرهاب عدو الله هزيمته لكن أصبحت الهزيمة عكسية لأنها وقت الضعف كما هو الشرط ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال ولم يكن هدي النبي r وقت الضعف في مواجهة العدو بل كان هديه المتهم وترك مقاتلتهم أي حتى يتقوى وليس جبناً وقد قال الله تعالى:] لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ[ ]الأحزاب : 21[،ونصرت بالصبر كما في صحيح البخاري وهي الريح التي خرجت على الأحزاب فإذاً إذا حققت السنة والتوحيد ودعوت إلى الله وتركت الشرك ودعوت إلى تركه وعملت بالسنة نصرك الله كما نصر الرسول r من غير عسكر ولا دسكر ينصرك الله بالريح ينصرك بالطوفان كما نصر نوح لأنه النبي r لما حقق السنة في الأحزاب ولم يواجههم لأنهم قوة وبنا خندقاً دفاعاً عند ذلك نصره الله بالريح ونوح ألف إلا خمسين سنة لم يواجههم لأنهم قلة ما واجه الكفار نصره الله بالطوفان فإذاً لا تنتظر النصرة تقول إلى متى تظن أن النصرة ما تكون إلا من عسكر وطائرات قد تكون النصرة بالريح ولكن حقق السنة من السنة لا يواجه الكفار وقت الضعف هذه بدعة إضافية وهي أن نستدل بالنص العام ] وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ[ ]البقرة : 191[،ويترك فعل النبي r الذي يفسر العموم فإن النبي صلى الله عليه وسلم ما واجههم وقت الضعف فقطعاً المعنى هذا غير مراد ولا قاتل الصحابة أهل الذمة المعاهدين فمعنى غير مراد من الآية لأن الرسول r قال كما في صحيح البخاري من قتل معاهداً فقد لم يرح رائحة الجنة فعرفنا أن مقاتلة المعاهدين في أرض المسلمين ومقاتلة الكفار وقت الضعف معنى غير مراد قطعاً من قوله:] انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً[ ]التوبة : 41[، لأنه كان مراداً لكان أولانا به الرسول والصحابة فعرفنا من هذه المقدمتين المباركتين اتي ذكرها ابن القيم وذكرها ابن القيم وذكرها الشاطبي معنى البدعة الإضافية ومعنى السنة التركية والسنة التركية كما عرفها الشاطبي ما تركه رسول الله r وكان من جنس العبادات أو كان من جنس وسائلها مع وجود المقتضي وانعدام المانع، فجاء خباب بن الأرت كما في صحيح مسلم وقد بلغ بهم الداع أن يصنع أي شيء لو خمسة حجارة يضربون الكفار بها فجاء خباب بن الأرت قال أوجدت النبي r متوسداً برداء الكعبة فقلت يا رسول الله ألا تستنصر لنا ألا تدعوا لنا لأنهم كانوا يعذبون عذاب شديد في أقدس بقاع الأرض مكة أحب بقاع الأرض كما قال النبي r في مسند أحمد أو عند أبي داود قال لأنتي أحب البقاع إلى الله ولو لا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت، يا رسول الله ألا تدعو لنا ألا تستنصر لنا فقال الرسول r إنه كان يؤتى بالرجل فيمن كان قبلكم فيحفر له حفرة فيوضع فيها فيؤتى بالمنشار فيوضع على مفرق رأسه فيشق ويؤتى بأمشاط الحديد فيمشط بها ما دون عظمه من لحمٍ وعصب أو كما قال لا يرجعه ذلك عن دينه لكنكم قوم تستعجلون فلم يأمره باغتيال رجل واحد من الكفار وقال قوم تستعجلون فدل ذلك أنه من تعجل شيء قبل أوانه عوقب بحرمانه فمن تعجل الجهاد وقت الضعف من غير أن تبذل أسبابه من قوة كما حصل لهم في بدر اجتمعوا على جيش وإمام كأنهم شوكة فاغتالوا قريباً من ذلك كعب بن الأشرف ولم يكن يغتالوا أحداً في مكة وقت الضعف حتى لا ترجع عليهم النكاية بالضد رضي الله عنهم، فهنا نصرهم الله لأنهم بذلوا السنة وعملوا بها كما قال مالك السنة سفينة النجاة فمن ركبها نجا ومن تركها غرق فعلى المسلم أن لا يستحكم بعاطفته وهواه في دين الله فلينظر كيف تدين الرسول r والصحابة فليتدين مثلهم سواء في الدعوة إلى الله أو في الجهاد أو في باب معاملة ولاة الأمر أو في باب معاملة الوالدين إلى آخره فعندما يحقق السنة وأول السنة التوحيد لأن ليست السنة فقط السنن الرواتب أو السواك كما يظن بعض الناس السنة كل ما جاء عن النبي r سواء كان توحيداً أو إماطة أذى عن الطريق كما قال البربهاري رحمه الله في شرح السنة، السنة هي الإسلام والإسلام هو السنة فيدخل في السنة الواجبات كما روى مسلم في صحيحه عن ابن مسعود فقال إنكم إن صليتم في بيوتكم كما يتخلف هذا الضال يصلي في بيته ولا يأتي إلى المسجد ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ووصف من ترك السنة هنا بالضلال فدل ذلك أن من السنة ما هو واجب وليس السنة مستحبة فقط إذاً السنة يدخل فيها الواجب ويدخل فيها المستحب ويدخل فيها ترك المحرم ويدخل فيها ترك المكروه يدخل فيها ترك المشتبه يدخل فيها ترك البدع كل ذلك يسمى سنة إذا السنة طريقة الرسول r ، قال الإمام أحمد وإن الرجل ليدخل الجنة بتمسكه بالسنة كيف تعرف أنك تمسكت بالسنة أكثر أو أعظم ابتلاء لك عند حصول المقتضي لتركها عند ذلك تعرف أنك جبل متمسك بالسنة فليس المتمسك بالسنة هو فقط الذي يصلي ركعتي الفجر خفيفتين ويصوم الاثنين والخميس ويصوم شعبان يقوم الليل لا المتمسك بالسنة هو المتمسك بالسنة الفعلية التي مضى ذكرها السواك سنة فعلية ركعتي الفجر خفيفتين سنة فعلية كذلك والمتمسك بالسنة التركية أي يترك ما تركه سيد البرية محمد ابن عبد الله r والصحابة وكان من جنس العبادات أو وسائل إقامتها فكلما كان وسيلة لإقامة عبادة واجبة أو مستحبة وقام الداعي لزمن النبي r لفعلها وانعدم المانع ولم يفعلها فليست لنا سنة فيجب تركها وعند ذلك تسمى بالسنة التركية كالتأذين للعيد فإن النبي r ترك التأذين للعيد وهو من جنس العبادات مع الداعي موجود في العصر الناس قد ينامون ولم يكن هناك مانع والمؤذنون كُثر ويستطيع واحد أن يؤذن ومع ذلك أعرض النبي صلى الله عليه وسلم عن تأذين العيدين فنحن نُعرض عن تأذين العيدين ونسميه سنة تركية أي يجب تركها وهي البدعة ولكن هذا تفسير لها هي السنة التركية، كذلك في الجهاد سنة تركية ذكرها ابن تيمية رحمه الله قال فالترك الراتب من رسول الله r سنة كما أن الفعل الراتب سنة منه أي في موضعٍ آخر قال وترك النبي r مواجهة الكفار وقت الضعف تركاً راتباً أي نحن نترك مواجهة الكفار تركاً راتباً كما تركها حتى نتقوى ندعو للعقدية ندعو للتوحيد نخلص الخلائق من التعلق بغير الواحد الخالق فعند ذلك يقوى أمرنا وتجتمع كلمتنا لأن الله قال:] وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ[ ]آل عمران : 103[، فإنه لا يجمع كلمتنا إلا التوحيد والعمل بالسنة لأنها من معصوم أما البدع فتفرق طريقتنا لأن كل مبتدع يصدر في بدعته من رأيه والآراء تختلف فيتفرق الناس ولا يجتمع رأيهم إلا بالتوحيد فعند ذلك ينصرهم رب العبيد وقد وعد فقال:]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ[ ]محمد : 7[، فإذا نصرناه بالعمل بالتوحيد وتحقيقه وتعليم أبنائنا العلم فعند ذلك تفتح لنا مشارق الأرض ومغاربها، وأما إذا عملنا بضد التوحيد وهو الشرك كما حصل في بعض القرى المجاورة اليهود يضربون بالطائرات ويأتون بصورة على امرأة تقول يا حسين من حزب الشيطان يسمونه حزب الله رافضة لا شك وهم يدعون الحسين من دون الله، الطائرات تضرب وهم يقولون يا حسين يا حسين ]وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ[ ]النحل : 112[، إذاً الشرك سيبل لانحلال الأمن والتوحيد سبيل لقيام الأمن ولم يكن هدي النبي r أنه أو ما بدأ الدعوة فكر أن يقيم الدولة بل أول ما فكر به هو أن يقيم التوحيد وأول ما فكر به الشيخ محمد بن عبد الوهاب التوحيد فاجتمعت الدولة تبعاً لذلك فأسأل الله أن ينفعنا وإياكم لما سمعنا بهذا المجلس وأن يجعله حجةً لنا لا حجةً علينا وأن يجعلنا من بعده من أهل الفردوس الأعلى من الجنة من غير ضراء مضرة ولا فتنةٍ مضلة أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم .

& & & &


معالي الشيخ د. صالح بن فوزان الفوزان – حفظه الله –

فضل أهل الحديث والرد على من يطعن في العلماء

الحمد لله ذو الفضل والإحسان والصلاة والسلام على نبينا محمد المرسل إلى كافة الثقلين الإنس والجان وعلى آله وأصحابه والذين اتبعوهم بإحسان .. وبعد :

قال الشيخ حفظه الله في بيان فضل أهل الحديث وامتيازهم على غيرهم من أهل الحديث والسنة أخص بالرسول r وإتباعه فله المنة على تخصيصه إياه بالعلم والحلم وتضعيف الأجر ما ليس لغيرهم كما قال بعض السلف أهل السنة في الإسلام كأهل الإسلام في الملل، فهذا الكلام تنبيه على ما يضنه أهل الجهالة والضلالة من نقص الصحابة في العلم والبيان وعلى يدهم السلام الذي جعل بلسان حاله أن طائفةً غير أهل الحديث أدركوا من حقائق الأمور الباقية الغيبية في أمر الخلق والباد والمبدأ والمعاد وعن الإيمان بالله واليوم الآخر والعلوم الأخلاق ألا في كروبها النفوس وتسمح وتكبر من أهل الحديث فهي إن كان من المؤمنين بالرسل فهو جاهل وفي شعبة قولية من شعب النفاق وإلا خالف المنافق الخالق من الذين

] وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ[ ]البقرة : 13[.

وقد يكونون من الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم ومن الذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد وقد نبيين ذلك بالقياس العقلي الصحيح الذي لا ريب فيه وإن كان ذلك ظاهراً بالفطرة لكل سليم الفطرة فإنه متى كان الرسول r أكمل الخلق وأعلمهم بالحقائق وأكرمهم قولاً وحالاً يجب أن يكون أعلم الخلق هو لزم أن يكون أعلم الناس به أعلم الخلق بذلك وأن يكون أعظمهم موافقة له واقتداءً به أفضل الخلق ولا يقال هذه فطرة ولا يقال هذه الفطرة يغيرها ما يجد من المنتسبين من أهل السنة والحديث من تفريط وعدوان لأنهم قالوا في غيرهم ذلك أكثر فالواجب المقابلة الجملة بالجملة المحمود والمذموم هذه هي المقابلة العادلة، وإنما هي الفطرة قلة المعرفة بالحديث والسنة وإتباع ذلك مع ما يوجد المنافقين لها لله تحقيق لبعض العلم وإحسانٌ لبعض العمل فيكون ذلك شبهةً في قبول غيره وتغيير صاحبه ولا عرض لنا في ذكر الأشخاص إنما المقصود ذكر نفس الطريقة العلمية وإنما المقصود ذكر نفس الطريقة العلمية والعملية التي تعرف بحقائق الأمور الخبرية النظرية ومن كان تابعاً للرسول r قادراً على علمٍ بذلك أو بيانٌ له أو محبة لإفادة ذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم أعلم بذلك وأحرص على الهدى وأكثر على بيانه منه وكذلك أصحابه من بعده وأتباعه وهذه صفات كمال والعلم والإرادة والإحسان والقدرة عليه كما قال النبي r في دعاء الاستخارة اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب فعلمنا r أن نستخير الله بعلمه فيعلمنا من علمه ما لا نعلمه به الخير ونستقدره بقدرته فيجعلنا قادرين للاستفعال وهو طلب الفعل كما قال في الحديث الصحيح في كقول الله تعالى يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمت فاستطعموني أطعمكم يا عبادي كلكم ضالٌ إلا من هديته فاستهدوني أهدكم فاستهداء الله طلبٌ أن يهدينا واستطعامه طلبٌ أن يطعمنا على قوت القنوت وعلى قوت الأجسام وكذلك استخارته لعلمه واستقدار قدرته .

ثم قال وأسألك من فضلك العظيم هذا السؤال يوجب به منه وإعطائه وإحسانه الذي يكون من مشيئته ورحمته وحنانه ثم قال فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم فإذا كان الرسول r أعلم الخلق بالحقائق الخبرية والطلبية وأحب الخلق للتعليم والهداية والإفادة وأقدر اخلق على البيان والعبارة إن كان من يكون هو دونه أفاد خواصه معرفة الحقائق أعظم مما أفاده الرسول r في خواصه كما أن يكون عند علماء الطوائف معرفة الحقائق ما ليس عند علماء أهل الحديث فيكون الذام لهم جاهلاً ظالماً فيه شعبة نفاق إذا كان مؤمناً انتهى كلام الشيخ رحمه الله وهذا الذي ذكره من تنقص علماء سلف الأمة في وقته هو نفس ما يردده اليوم وينعق به من المنتسبين إلى بعض الجماعات المعاصرة من تنقيص قدر علماء الأمة وصفهم بالسطحية واجهل بهموم الدعوة وفكر الواقع والاشتغال بوسائل الفكر والذي يسمونهم بعلماء الحيض والنفاس أو علماء الجزئيات إلى غير ذلك من الألقاب التي يقصدون بها التنكير على كل من لم يوافقهم عن شذوذهم وصفحاتهم وأفكارهم الغريبة المريبة، أنا لا أسمح من ليلة البارحة ولكل قوم وارد ولكن الحق سيبقى والباطل سيزول ] فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ[ ]الرعد : 17[، ولكن الذي نخشاه أن يؤثر هؤلاء اللاعقون في شباب المسلمين فيقذفون من علماءهم ويلقنوهم هذه الأفكار الغريبة وواجب على المسلمين أن يتنبهوا لهؤلاء ويحصنوا شبابهم بالعلم النافع ومعرفة قدر سلف هذه الأمة وعلماءها كما قال الإمام مالك رحمه الله لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها والله تعالى يقول:

]وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ[ ]التوبة : 100[ .

ويقول تعالى:] وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ[ ]الحشر : 10[.

نعم إنه ليس عادة لهذه الأمة ولا نجاة لها مما تواجهه من الأخطار والتحديات إلا أن تسير على نهجها في العلم والعمل ومنهج الدعوة إلى الله لأن هذه الأمة جسد واحد وبنيان واحد لا يجوز أن يدخله دخيل أو يذكر به غريب من الأفكار والمذاهب المخالفة له حقق الله للجميع ما فيه من الخير والصلاح والفلاح r على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

المصدر:

http://www.al-sunan.org/vb/showthread.php?t=9394